أخبار عاجلة

مناهج تعليم الموهوبين

طرأ على تربية الموهوبين تطورات في مجال التعريف واستخدام اختبارات الذكاء، إلى تطور مفهوم الإبداع واختباراته، وطرق تنميته وتلا ذلك الاهتمام بمناهج الموهوبين وأنواع برامج الموهوبين، وطرق التدريس الخاصة ببرامج الموهوبين، وبرامج أعداد وتأهيل العاملين مع الموهوبين وتبني الجامعات مجال التخصص الخاص بالموهوبين في مستوى الدراسات العليا (الخطيب، جمال، وآخرون، 2008).
* أنواع البرامج التربوية الخاصة بالموهوبين (المناهج) :
بما أن فلسفة تربية الموهوبين تنطلق من الفلسفة العامة في التعليم، المتمثلة في إعداد الفرد للحياة، وبما أن هناك شريحة من الطلبة تتمتع بقدرات عالية، وصفات شخصية خاصة، واحتمالية لظهور السلوك الإبداعي، وبما أن هؤلاء لديهم الاستعداد للإنتاجية المتميزة والتي تفوق إنتاجية الأفراد العاديين، فهم كنز من كنوز الأمة ولا بد من استثمار هذه الثروة لتكون رافداً غزيراً وفعالاً يدعم مسيرة التنمية والتقدم في أية دولة (الخطيب، جمال، وآخرون، 2008).
* الأهداف العامة للبرامج (المناهج) الخاصة بالطلبة الموهوبين:
1. التعرف المبكر على هذه الفئة.
2. توفير البيئة الداعمة لتطوير قدراتهم وحمايتها من التراجع.
3. الحماية من الانسحاب والتسرب من المدارس، والانحراف، لأن خطورة الانحراف عندهم خطره يفوق خطورة انحراف الأفراد العاديين.
4. التوجيه نحو التخصص المستقبلي في سن مبكرة، وإعدادهم ليكونوا قادة في حقول المعرفة المختلفة أياً كانت مواقعهم، بما يخدم المجتمع وتقدمه.
5. توفير البرامج التربوية التي تدفع بقدراتهم إلى أقصى حد ممكن.
6. استثمار طاقاتهم وإمكاناتهم لأطول فترة زمنية ممكنة في التنمية والإنتاجية.
7. إعداد الكفاءات للعمل في المجالات الحساسة والرئيسية حسب الخصوصية التي يعتمد عليها مستقبل المجتمع أو الأمة التي ينتمون إليها (السرور، ناديا، 2000).
*خصائص مناهج الطلبة الموهوبين والمتميزين:
1. تحتوي على مستوى عالي من الأفكار المعقدة والمتطورة.
2. توفر فرص للمعلمين التوسيع مدى الخدمات التعليمية المقدمة التي تتحدى الطلبة الأكثر قدرة.
3. تمكن المعلم من تكييف وملائمة المحتوى لمناسبة الحاجات الفردية الخاصة بكل طالب.
4. تستخدم مهارات التفكير العليا التي تعتبر متممة للمنهاج.
5. تعمل على تنظيم المحتوى بناءً على الموضوعات والقضايا الموجودة في المنهاج الأساسي مع إجراء بعض التعديلات.
6. تشجيع على استخدام الأفكار التجريدية بشكل كاف.
7. توفر فرص للطلبة للاستكشاف والبحث في مجالات اهتماماتهم
8. توفر فرص لتقديم إنتاجيات مبدعة ومتقدمة (Baslro, 1999).
* العناصر الأساسية في المناهج الدراسية للطلبة الموهوبين والمتميزين:
1. الأهداف:لا بد من مراجعة وفحص الأهداف الواردة في الخطوط العريضة للمناهج والكتب المدرسية المقررة من قبل وزارة التربية والتعليم، وإعادة صياغتها وتطويرها بحيث تنسجم مع هذه الفئة من الطلبة وحاجاتهم الخاصة.
ويجب أن تراعي عملية وضع الأهداف الخاصة بهم المتغيرات التالية:
1. الموضوعات الأساسية في المنهاج العادي.
2. مستوى الذكاء والموهبة عند الطلبة.
3. الإمكانيات المتوفرة في البيئة المدرسية.
4. مستوى اهتمام الطلبة ودافعيتهم ( يحيى، خوله، 2006).
– وبناءً على ما سبق يجب صياغة أهداف خاصة بالموهوبين تركز على ما يلي:
1. الدراسة الذاتية وعناصرها الأساسية التي تشمل مهارات البحث وحل المشكلات وتنظيم الوقت.
2. مهارات الاتصال اللفظية وغير اللفظية.
3. اتخاذ القرارات وتقويم النتائج.
4. تنمية مفهوم الذات والقيادة والتكيف والإخفاق.
5. تنمية الدافعية وتشمل حسب الاستطلاع والتخيل (جروان، 1998).
6. تطوير مستويات عليا من التفكير الناقد وعناصره الأساسية مثل التخيل والتركيب والتقويم.
7. تقديم إنتاجيات مبدعة تعكس استخدام الطرق وأساليب وأدوات جديدة ومميزة.
2- المحتوى:
بعد أن يتم تحديد الأهداف الخاصة والملائمة للطلبة الموهوبين لا بد من تكييف المحتوى ليلاءم هذه الأهداف في المجالات التالية:
1. تكثيف محتوى المنهاج الرسمي.
2. التعمق في موضوعات المنهاج.
3. إدخال مهارات التفكير العليا في المحتوى.
4. إدخال مشروعات بحثية تنسجم مع اهتمامات الطالب المعلم (جروان، 1998).
5. أن يعمل المحتوى على تداخل عدة موضوعات في المجال الواحد بحيث يشمل مجال واسع ومتشعب من الخيارات والمواد ومواضيع يمكن أن يتعلمها الفرد بشكل ذاتي (السرور، 1998).
3- استراتيجيات وأساليب التعليم والتعلم:
يتطلب الأهداف استخدام استراتيجيات وأساليب متميزة ومختلفة عما هو مألوف في الصف العادي في المجالات التالية:
1. التشريع في تقديم المعلومات.
2. استخدام أنماط متطورة من الأسئلة والمهمات التي تؤكد على استخدام المعرفة أكثر من اكتسابها.
3. تنويع ألأساليب المستخدمة في التدريس مثل
أ‌. التعليم الفردي.
ب‌. التعليم التعاوني في مجموعات صغيرة.
ت‌. رحلات ميدانية.
ث‌. نقاشات جماعية.
ج‌. محاضرات.
4. استخدام استراتيجيات متعددة تعمل على تطوير التفكير في مستوياته العليا منها:
أ‌. إستراتيجية حل المشكلات.
ب‌. إستراتيجية طرح الأسئلة من خلال طرح أسئلة تتطلب من الطلبة مهارات عالية من التفكير مثل: أسئلة التفسير، المقارنة، الأسئلة الافتراضية.
ت‌. إستراتيجية الاستقراء: وهي التي تفرض على الطلبة تتبع الأجزاء للوصول للكل.
ث‌. إستراتيجية اللعب: والتي تتطلب عملاً متواصلاً وتعزز التفاعل الاجتماعي بين الطلبة وتستخدم في مجال الحساب.
4- النواتج:
وتعتبر النواتج أداة للتعلم وبرهان حدوثه لذا لا بد من التنويع في نواتج التعلم لتأخذ الأشكال التالية:
1. نواتج مكتوبة: تقارير، ملخصات.
2. نواتج بصرية: خرائط، رسومات، لوحات.
3. نواتج لفظية: مناظرات، لعب الأدوار، محاضرات.
4. نواتج مادية: مجسمات، مشروعات، تجارب علمية.
5. نواتج حركية: الأداء الحركي التعبيري (جروان، 1998).
5- التقويم:
يجب استخدام أساليب متنوعة في تقييم الطلبة الموهوبين غير الامتحانات التقليدية مثل:
أ‌. التقويم الذاتي.
ب‌. التقويم من قبل الزملاء.
6- المناخ التعليمي:
يعتبر المناخ التعليمي من المكونات الأساسية للمنهاج والذي يجب تعديله لتسهيل تقدم الطلبة ونجاحهم وتمثيل ذلك بما يلي:
1. أن تكون البيئة الصفية ذات مساحة واسعة لتسهل الحركة أثناء القيام بالأنشطة الجماعية.
2. أن توفر البيئة الصفية انطباعات واتجاهات إيجابية نحو المادة وذلك بممارسة التقبل والتقويم بدل النقد وإصدار الأحكام.
3. أن تتميز البيئة الصفية بغزارة مصادرها وأدواتها التعليمية.
4. إن تشجع البيئة الصفية على التفكير بمستوياته العليا والاستكشاف والتفسير وتعزز ذلك (الدهمشي، 2007).
* البرامج والمناهج التربوية للموهوبين والمتميزين:
أولا :الإثراء: Enrichment:
* مفهوم الإثراء: هو إدخال تعديلات أو إضافات على المناهج المقررة للطلبة العاديين حتى تتلاءم مع احتياجات الطلبة الموهوبين والمتفوقين في المجالات المعرفية والانفعالية والإبداعية والحسركية.
وقد تكون التعديلات أو الإضافات على شكل زيادة مواد دراسية لا تعطي للطلبة العاديين، أو زيادة مستوى الصعوبة في المواد الدراسية التقليدية، أو التعمق في مادة أو أكثر من هذه المواد الدراسية.
بمعنى أن الإثراء يقتصر على إجراء تعديلات أو إضافات على محتوى المناهج أو أساليب التعلم أو انتاجات التعلم، دون أن يترتب على ذلك اختصار للمدة الزمنية اللازمة عادة للانتهاء من مرحلة دراسية أو انتقال الطلبة المستهدفين من صف إلى صف أعلى (جروان، 2008).
* وحتى يكون الإثراء فعالاً لا بد أن تراعي في تخطيطه وتنفيذه مجموعة من العوامل أهمها:
– ميول الطلبة واهتماماتهم الدراسية.
– أساليب التعلم المفضلة لدى الطلبة.
– محتوى المناهج الدراسية الاعتيادية أو المقررة لعامة الطلبة.
– طريقة تجميع الطلبة المستهدفين بالإثراء والوقت المخصص للتجميع.
– تأهيل المعلمين والذين سيقومون بالعمل وتدريبهم.
– الإمكانات المادية للمدرسة ومصادر المجتمع المتاحة.
– تتابع مكون البرنامج الأثرائي وترابطها (جروان، 2008).
هناك فرق حقيقي بين مجرد إشغال الطلبة بمهام متشابهة غير واضحة حتى للعاملين على تنظيم البرنامج الإثرائي، لذلك يجب التفريق بين البرنامج الاثرائي والمشروع الإثرائي.
هناك العديد من المدارس التي تقدم مشروعات اثرائية لا تعدو أن تكون خبرات تعليمية متناثرة تفتقر على العمق ووضوح الأهداف والترابط وقد تتوقف عند حدوث تغييرات في الجهاز التعليمي أو الإداري أو عند نقص المخصصات المالية لهذه المشروعات، ومن المؤسف أن معظم ما يعرض تحت مظلة الإثراء ليس سوى مشروعات مجزأة تأخذ أشكالاً عدة، ولم تكن أصلاً موجهة نحو الموهوبين والمتفوقين، وقد تقتصر على مادة دراسية دون أخرى أو على مستوى دراسي دون آخر، أي أنها لا تتصف بالتتابع ووضوح الرؤية والتوجه الشمولي وبعد النظر (جروان، 2008).
* من أهم الأمثلة على المشروعات الإثرائية:
– برامج تبادل الطلبة.
– النوادي العلمية والأدبية والفنية والمدرسية.
– مشروعات خدمة البيئة المحلية والمجتمع.
– الدراسات الفردية ومشروعات البحث.
– المشاغل التدريبية والمشروعات.
– التدريب المهني الميداني.
– المناظرات والمحاضرات.
– نشاطات الدراما والمسرح والموسيقى.
– المسابقات العلمية والثقافية.
– المعارض الفنية والعلمية.
– دراسة اللغات الأجنبية.
– دراسة مقررات لتنمية التفكير والإبداع.
– برامج التعليم المحسوب.
– المخيمات الصيفية (جروان، 2008).
* النموذج الإثرائي المدرسي الشامل The school wide Enrichment model:
يشير جرين لوومكلنتوش (Creenlaw & Mclntoch, 1988) أن هذا النموذج يعد خلاصة ما توصل إليه (رينزولي) بعد سنوات طويلة من البحث في مجال التعرف على الطلبة الموهوبين وبرامج التعلم المناسبة لهم وهو محصلة نموذجين سابقين هما:
أ‌. النموذج الإثرائي الثلاثي The Enrichment Traid Moodl:
ب‌. نموذج الباب الدوار للكشف عن الموهوبين The Rovolving Door Indntification Model
وقد قام رنزولي بتطوير هذا البرنامج حتى يكون بمثابة دليل أساسي لتطوير برامج الموهوبين وقد طور رونزولي برنامجه بناءً على مفهوم الحلقات الثلاثة للتميز والذي يتكون من تقاطع ثلاثي حلقات:
1. قدرة عقلية عامة فوق المتوسط.
2. القدرة على الالتزام بالمهمة والإنجاز.
3. القدرة والإبداع.
ويتألف نموذج رونزولي الإثرائي الشامل من ثلاث مستويات كما يلي:
أ‌. المستوى الأول: الاستكشاف:
يهدف هذه المستوى إلى تعريف الطلبة النشاطات استكشافية وموضوعات وجوانب معرفية، صممت لتعريفهم بخبرات ومعارف جديدة غير متوفرة في المنهاج العادي.
ويستخدم في تنفيذ هذا المستوى كافة المصادر المعرفية المتاحة لإثراء المواد الدراسية التقليدية، أو تقديم مواد دراسية جديدة تتلاءم مع مستوى الطلبة ومسؤولية هذا النوع من النشاطات لفريق تشكله المدرسة ويفهم المعلمين وآباء الطلبة.
* أهمية هذا النوع من الإثراء:
– يعطي فرصة لجميع الطلبة من الاستفادة من هذه الأنشطة.
– يساعد المدرسة على تبني فكرة أن البرنامج الإثرائي يصلح للموهوبين والمتميزين والعاديين.
يساعد هذا المستوى الاستكشافي انتقال الطلبة إلى المستوى الثاني المتمثل في الاستقصاء (يحيى، خوله، 2006),
ويشير جروان (2008) أن هناك حاجة لوجود منسق يتم اختياره من بين المعلمين لتسهيل عملية التنفيذ والمتابعة والتقييم، والمسؤولية المباشرة تقع على عاتق معلم الصف أو معلم المادة الدراسية.
ومن الأمثلة على النشاطات المناظرات، والعروض الفنية والرحلات الميدانية وزيارة المتاحف ودعوة محاضرين، والدورات التدريبية القصيرة في الموسيقى والطباعة واللغات وغيرها.
ب. المستوى الثاني :الاستقصاء (أو مستوى الخبرات المتايزة في غرفة المصادر):
ويتضمن خبرات ونشاطات جماعية تدريبية موجهة في قسم منه للطلبة في الصف العادي وبعضها خاص بفئة الطلبة الموهوبين والمتفوقين في غرفة مصادر الطلبة الموهوبين المتفوقين (جروان، 2008).
ويشير Davis, Colangelo إلى أن هذا المستوى يشمل أربعة أنواع من الأنشطة هي:
1. مهارات عامة في تنمية التفكير المبدع وحل المشكلات والتفكير الناقد ومنهم الذات ( محور المهارات المعرفية والانفعالية ) (جروان، 2008) ( يحيى، خوله، 2006).
2. محور مهارات كيف نتعلم، ويفهم مهارات المقابلة وتسجيل الملاحظات والاستماع وتحليل البيانات وتنظيمها.
3. محور مهارات الاتصال ويفهم مهارات الاتصال المرئية والشفوية والكتابية.
4. محور مهارات البحث واستخدام المراجع والموسوعات وقواعد المعلومات (جروان، 2008).
2. مستوى البحث التطبيقي المتعمق:
يتضمن هذا المستوى نشاطات بحثية، ونواتج فنية وأدبية يمارس الطلبة فيها دور الباحث الحقيقي أو المحترف، ويستفيد من هذا المستوى الطلبة الذين يظهرون اهتماماً خاصاً بمتابعة دراسة موضوع معين أو التعمق في معالجة مشكلة أو قضية ما (جروان، 2008،يحيى، خوله، 2006).
* المنهاج الإثرائي:
يعد المنهاج من المكونات الأساسية للبرامج الإثرائي للطلبة الموهوبين والمتفوقين وهو في المركز الثاني بعد المعلم في قائمة العوامل المؤثرة في إنجاح البرنامج الاثرائي ومبرر ذلك عجز المنهاج العام عن تلبية احتياجات الطلبة الموهوبين والمتفوقين الذي يتحدى قدراتهم (جروان، 2008).
* خصائص المنهاج الإثرائي:
المنهاج: هو سلسلة منظمة من النتاجات التعليمية المقصودة، وعملية إعادة بناء المعرفة والخبرة وتطويرها بصورة منتظمة برعاية المدرسة أو الجامعة لتمكين المتعلم من زيادة سيطرته عليها (جروان، 2008),
* ومن أهم خصائص المنهاج الأثرائي ما يلي:
1. أن يكون مكملاً للمنهاج العام الذي يشكل نقطة الأساس للتمايز.
2. أن يحدد المهارات والمعارف التي يجب أن يتعلمها الطلبة الموهوبين والمتفوقين.
3. أن يركز على عمليات التفكير العليا من خلال اختياره بعناية بها الطلبة بإشراف المعلمين ودعمهم.
4. أن يشارك المعلمون في تطويره لأنهم من سيقوم بتنفيذه وأقدر على تلمس حاجات الطلبة في الجانب المعرفي.
5. أن يحقق الشمولية بتوفير خبرات اثرائية وتسريعية تلبي قدرات الطلبة
6. أن يتضمن نشاطات ومشروعات للدراسة الحرة يقوم بها الطلبة بإشراف المعلمين ودعمهم.
7. أن يتصف البرنامج الاثرائي بالمرونة في تتابع مواد أو خبراته وفق احتياجات الطلبة لكل مرحلة.
8. أن يحقق تكاملاً بين الأهداف المعرفية والانفعالية والوجدانية (جروان، 2008)                    * مستويات المنهاج وأشكاله:
1. المنهاج المكشوف أو المقصود: وهو المنهاج الرسمي المكتوب الذي يفترض واضعو المنهاج أن المعلمين والطلبة سوف يتقيدون به.
2. المنهاج غير المكشوف أو غير المقصود: وهو الذي ينفذه المعلمون فعلياً في الغرف الصفية.
3. المنهاج الذي وصل المتعلم: وهو المنهاج الذي يمثل النواتج التعليمية المقصودة منها وغير المقصود التي تقوم عادة على أساس ما يكشف عنه المتعلم من أداء على أدوات القياس (جروان، 2008).
ثانياً: التجميع:
وهو جمع الموهوبين في مدارس أو صفوف خاصة وذلك للأسباب التالية:
– تحقيق التجانس العقلي بين الموهوبين.
– إتاحة الفرصة للموهوبين للتركيز والفعالية من خلال المراقبة الفردية الدقيقة.
– إتاحة الفرصة للتنافس بين الموهوبين.
– وجود مختصين للمساعدة على نجاح الموهوبين ودعمهم نفسياً واجتماعياً.
ويتطور هذا البرنامج من خلال تعديل وتوسيع المناهج (المواد الأكاديمية) وذلك عن طريق إدخال مفاهيم مجردة ومعقدة.
* من أهم الانتقادات التي وجهت لهذا البرنامج:
– مدارس الموهوبين في العالم قليلة.
– تميز الموهوبين بوضعهم في إطار غير عادي.
– الإحساس بالاختلاف والفوقية قد يحدث لهم صعوبات اجتماعية مع زملائهم.
– مواقف التحدي قد تؤدي إلى عمل يفوق طاقتهم الجسمية والعقلية
– ثقتهم بصواب آرائهم قد يؤدي إلى الجدل العقيم والنظرة العدوانية إلى آراء الآخرين (السرور، 1998( يحيى، خوله، 2006).
ثالثا : برنامج التسريع:
ويتضمن نظام الانتقال من صف إلى أعلى دون الامتثال لنظام الالتحاق في الصف الذي يليه فيا لترتيب العادي (سرور، 1998).
أي العمل على توفير الفرص التربوية التي تسهل التحاق الطفل الموهوب بمرحلة تعليمية ما في عمر أقل من أقرانه العاديين، أو اجتيازه لمرحلة تعليمية ما في مدة زمنية أقل من المدة التي يحتاجها الطفل العادي، ومن الممكن تسريع تحصيله في مادة واحدة فقط، أو في معظم المواد بترفيعه إلى صف أعلى (مثلاً بوضع الطالب في مادة الرياضيات في صفين أعلى من صفه) (يحيى، خوله، 2006).
وأرى أن هذا البرنامج إذا دعم بمواد اثرائية وبمتابعة دقيقة لمراحل الطالب الموهوب الدراسية والنفسية، فإنه يمكن أن يتوصل هذا الطالب إلى خبرات اجتماعية مميزة وتحسين أكاديمي ملحوظ لدى الطفل الموهوب.
* ينفذ هذا النوع من البرامج في عدة أساليب منها:
1. النموذج القديم: وهو ما يسمى بتخطي الصفوف ومنه ينتقل الطالب من صف إلى آخر أعلى من المستوى الذي ينتقل إليه تدريجياً. كأن ينتقل الطفل من مستوى الصف الثالث الأساسي إلى مستوى الصف الخامس الابتدائي دون المرور بمستوى الرابع الأساسي، وذلك تبعاً لمعايير خاصة إلا أن هذا النوع له كثير من السلبيات وأثبتت البحوث عدم جدواه.
2. القبول المبكر في الروضة أو المدرسة الابتدائية.
3. القبول المبكر في الجامعة
4. القبول المزدوج في المدرسة والجامعة:
5. الإسراع في تعليم مقررات مجال واحد مما يؤدي إلى القبول في الجامعة وفي هذا المجال المحدد وبعد هذا البرنامج من أنجح برامج التسريع ولعله أفضلها مثل: برنامج التسريع في الرياضيات (SMPY) والذي نال شهرة عالمية ويعتبر من أكثر البرامج دقة في تحديد الأهداف والمخرجات (الخطيب جمال، وآخرون، 2009) (جروان، 2008).
* إيجابيات هذا البرنامج:
– استجابة لقدرات التلميذ الفردية بدلاً من أبقائه مع سائر التلاميذ الأقل منه مستوى وإضاعة وقته.
– توفير التكلفة الإضافية التي تعتمد عليها برامج أخرى (الدهمشي، 2007).
* سلبيات هذا البرنامج:
– أنه لا يتعامل مع خصوصية كل تلميذ، لأنه يوضع مع تلاميذ أكبر منه سناً.
– أن التلميذ قد لا يتواصل بإيجابية مع زملائه في الصفوف العالية بسبب الفارق في العمل (معوض، ريم، 2004).
ومن الواضح أن نتائج الإسراع التي أجريت حول الإسراع لا تدل بشكل واضح على أن له أثاراً سلبية على التلاميذ، كما أنه لم تدل كذلك على أنه يعود عليهم بالفائدة في كل الحالات.
ومع ذلك يبدو أن الإسراع يعد بمثابة خطة ممتازة يمكن إتباعها مع الأطفال الموهوبين، ولكنها تتطلب اهتماماً دقيقاً لكل حالة فردية ولكل جوانب المنهج الدراسي المقرر (محمد، عادل عبد الله، 2008).
* اقترح عدد من الباحثين بعض الإجراءات التي من شأنها تقليل فرص وقوع مشكلات للطلبة الذين يتقرر ترفيعهم استثنائياً وتضم هذه الإجراءات ما يلي:
1. إجراء دراسة حالة تفصيلية للطالب، يشارك فيها كل من المعلم أو المعلمون الذين يدرسون المواد المختلفة والمرشد النفسي أو التربوي ومدير المدرسة وتهدف دراسة الحالة إلى الحصول على جميع المعلومات والبيانات اللازمة لاتخاذ القرار المناسب ومراجعتها وتحليلها.
2. قياس مستوى ذكاء الطالب من قبل مختص باستخدام أحد الاختبارات الفردية المعروفة فإذا وجد أن نسبة ذكاء الطالب في مستوى 135 فما فوق أو أعلى من متوسط ذكاء طلبة الصف الأعلى مباشرة فإن ذلك يعتبر مؤشراً إيجابيً على إمكانية تكيف الطالب مع من هم أكبر سناً.
3. مراجعة سجل الطالب التحصيلي التراكمي خلال سنوات دراسته السابقة للتعرف على مدى تقدمه في المواد المختلفة وثباته، وتحديد نقاط الضعف أن وجدت فإذا تبين أن الطالب حافظ على سجل أكاديمي متميز خلال سنوات الدراسة فإن يقدم دليلاً آخر على إمكانية استمرار تقدمه إذا وضع في صف أعلى.
4. مراجعة السجل الصحي للطالب، للتأكد من سلامة وسوية نموه الشخصي، فإذا كان نموه طبيعياً وكانت بنية الجسمية في مستوى أقرانه أو مستوى من يكبرونه سناً، تقدم أو تقل احتمالات تعرضه للمشكلات التي قد يتعرض لها ضعاف البنية فيما لو وضعوا مع طلبة أكبر سناً.
5. مراجعة السجل الملكي للطالب، للتأكد من مستوى نضجه العاطفي والاجتماعي فإذا لم يكشف هذا السجل عن مشكلات تكيفيه يكون الافتراض بأن الطالب سوف يعاني من مشكلات عاطفية واجتماعية غير مبرر.
6. إجراء مقابلة إرشادية مع الطالب ووالديه لعرض التوصية التي اتخذتها اللجنة التي قامت بدراسة الحالة من النواحي التربوية والنفسية وإعطائهم وقتاً كافياً لبحث الأمر فيما بينهم واتخاذ قرار بخصوصه حتى يصار إلى اتخاذ ما يلزم من إجراءات لتنفيذه باتجاه الترفيع الاستثنائي (جروان، 2008).
* من الفوائد التي يحققها الطلبة الذين يستفيدون من برامج التسريع كما وردت في عدد من المراجع:
1. تحسين مستوى الدافعية والثقة في النفس والشعور بالإنجاز وتحسين الاتجاهات نحو التربية والتعليم.
2. التقليل من فرص الملل في المدرسة ومنع عادة الخمول العقلي.
3. الإتمام المبكر للبرنامج التعليمي أو التدريسي.
4. تسهيل عملية التعلم وإغناؤها بتقليل مدى الفروق الفردية بين الطلبة.
5. إعطاء فرصة أكبر للتأثير المتبادل بين عقول متقاربة المستوى.
6. القضاء على المنافسة غير المتكافئة بين الطلبة سريعي التعلم والطلبة بطئي التعلم وما ينجم عنها من اتجاهات سلبية (جروان، 2008).
* المصدر                                                                                                                                                              الموهبة والتفوق – والإبداع، فتحي جروان، (2008)،الأردن، عمان، دار الفكر.
– سيكولوجية الأطفال غير العاديين وتعليمهم، ب. هالاهان دانيال ، م. كومنمان جميس ، (2008) ، ترجمة عادل عبد الله محمد، الأردن، عمان، دار الفكر.
– مقدمة في تعليم الطلبة ذوي الحاجات الخاصة، جمال الخطيب، وآخرون (2007)،  دار الفكر.
– البرامج التربوية للأفراد ذوي الحاجات الخاصة، ، خوله يحيى (2006) الأردن، دار المسيرة.
– الولد المختلف ، ريم معوض (2004) لبنان ، دار العلم للملايين.
– الموهبة والتفوق والإبداع ، فتحي جروان (1998). الإمارات العربية. دار الكتاب الجامعي.
– مدخل إلى تربية المتميزين والموهوبين ، ناديا السرور (2000) ، الأردن ، دار الفكر.
– سيكولوجية الأطفال غير العاديين، فاروق الروسان، (2001) الأردن ، دارالفكر.
– Baska. Joyce (1999) Curriculum policy initiatives for the Gifted
– دليل الطلبة والعاملين في التربية الخاصة، عامر الدهمشي، (2007) الأردن ، دار الفكر.

عن admin

شاهد أيضاً

برنامج ترفيهي في جمعية المعاقين بالأحساء

تحت رعاية امير المدينة المنورة ندوة “إضاءات في التعامل مع ذوي الإعاقة”

اعاقتي – سالي : تحت رعاية امير المدينة المنورة ندوة “إضاءات في التعامل مع ذوي …

اترك تعليقاً